الإثنين سبتمبر 07, 2015 11:08 pm من طرف حسن محمد متولى الغريانى
لا تغضب
لا تغضبن وان همتك ضـراءُ *** كن صبوراً دروب الصبر سراءُ
إن الجهول لا يطق بها صبراً*** لا تجزعن فأهل الجهل تعساءُ
أما الحليم إذا ما صار مظلوماً *** تراه مبتسماً كأن الكرب نعماءُ
لا يعرف الغضب أهل الحلم إنهمُ *** بالحلم أسدُ وأهل الحلم عظماء
لا تغضبن وان مستك من احـدٍ *** رزئ الجهالةِ وأنت عنها مضاءُ
فداوي منها ما بدا بحــكمتك *** وكن طبيباً فأهل الطب حكماء
لو يعلم الغضبان ما يأتي بعد وثبته *** أو خبر أن مرءاة الغيظ عمياء
لكنــت في الوعاظ بعدُ تعرفه *** أو شاعراً يباري بالنظم شعراء
لا يهنئ الغضبان بنيل مكرمة *** وتبدو الحياةُ إليه غير سراءُ
فالحظ منحوسٌ والقلبُ في كدر *** والوجه موجومٌ والعينُ حمراء
والدين منقوصٌ والسعد مرتحلٌ *** واليسر ميؤسٌ والكل أعداء
يا أيها الغضبان وأنت في مَرَجك *** إلى متى سماءك تبقى ظلماء
إلى كم تمضي شرة مغضبتك *** واحناقك كم تمضي هوجاء
يا أيها الغضبان وأنت مضطربٌ *** هل ضقت بالناس وتريد إقصاء
أراك جـامح الصــوت تغلظه *** كأنك من حمير حملت ذا الداء
كأنك من يسخط بالأرض موطنهُ *** والناس كالزر والكل غرماء
مريـضٌ أنــت بداءِ غضــبتكَ *** لا تســهين به فالداء رداءُ
يا أيها الغضبانُ اسمع لمن نصحو *** كفاك لنفسك ازلالاً واشقاءُ
واقفل ركابك عن شرة الغضبِ *** والحق بركب اهل الحلم اولاء
وانبذ من النفس سوء طيتها *** ولملم عن غضبك كل ايواء
ترى الحياة فيضٌ من النعم *** والفرحٌ اليويةٌ والنفس علياءُ
